فَهُوَ أَعم من النبل أَلا ترى أَنه يُقَال لَك فِي المَال وَالْعشيرَة جمال وَلَا يُقَال لَك فِي المَال نبل وَلَا هُوَ نبيل فِي مَاله وَالْجمال أَيْضا يسْتَعْمل فِي مَوضِع الْحسن فَيُقَال وَجه جميل كَمَا يُقَال وَجه حسن وَلَا يُقَال نبيل بِهَذَا الْمَعْنى وَيجوز أَن يكون معنى قَوْلهم وَجه جميل أَنه يجْرِي فِيهِ السّمن وَيكون استقاقه من الْجَمِيل وَهُوَ الشَّحْم الْمُذَاب
أَن الْبَهَاء جهارة المنظر يُقَال رجل بهي إِذا كَانَ مجهر المنظر وَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْء من الْحسن وَالْجمال قَالَ ابْن دُرَيْد بهي يبهى بهاء من النبل وَقَالَ الزّجاج من الْحسن وَالَّذِي قَالَ ابْن دُرَيْد صَحِيح أَلا ترى أَنه يُقَال شيخ بهي وَلَا يُقَال غُلَام بهي وَيُقَال بهأت بِالْمَرْءِ إِذا أنست بِهِ وناقه بهاء إِذا أنست بالحالب
ان السرو هُوَ الْجَوْدَة وَالسري من كل شَيْء الْجيد مِنْهُ يُقَال طَعَام سري وَفرس سري وكل مَا فضل جنسه فَهُوَ سري وسراة الْقَوْم وُجُوههم لفضلهم عَلَيْهِم وَلَا يُوصف الله تَعَالَى بالسرو كَمَا لَا يُوصف بالجودة وَالْفضل
أَن قَوْلنَا كَمَال اسْم لِاجْتِمَاع
أبعاض الْمَوْصُوف بِهِ وَلِهَذَا قَالَ المتكلمون الْعقل كَمَال عُلُوم ضروريات يميمز بهَا الْقَبِيح من الْحسن يُرِيدُونَ اجْتِمَاع عُلُوم ولايقال تَمام عُلُوم لِأَن التَّمام اسْم للجزء وَالْبَعْض الَّذِي يتم بِهِ الْمَوْصُوف بِأَنَّهُ تَامّ وَلِهَذَا قَالَ أصَاحب النّظم القافية تَمام الْبَيْت وَلَا يُقَال كَمَال الْبَيْت وَيَقُولُونَ الْبَيْت بِكَمَالِهِ اي بَإجتماعه وَالْبَيْت بِتَمَامِهِ أَي بقافيته وَيُقَال هَذَا تَمام حَقك للْبَعْض الَّذِي يتم بِهِ الْحق وَلَا يُقَال كَمَال حَقك فان قيل لم قلت إِن معنى قَول الْمُتَكَلِّمين كَمَال عُلُوم اجْتِمَاع قُلْنَا لَا اخْتِلَاف بَينهم فِي ذَلِك وَالَّذِي يُوضحهُ أَن الْعقل الْمَحْدُود با , هـ كَمَال عُلُوم هُوَ هَذِه الْجُمْلَة واجتماعها وَلِهَذَا لَا يُوصف الْمُرَاهق بِأَنَّهُ عَاقل وَإِن حصل بعض هَذِه الْعُلُوم أَو أَكْثَرهَا لَهُ وَإِنَّمَا يُقَال لَهُ عَاقل إِذا أجتمت لَهُ