الْبَاب الثَّالِث وَالْعشْرُونَ
فِي الْفرق بَين الْحسن والوضاءة والبهجة وَالطَّهَارَة والنظافة وَمَا يُخَالف ذَلِك من الْقبْح والسماحة وَغير ذَلِك
الْفرق بَين الْحسن والوضاءة
أَن الْوَضَاءَة تكون فِي الصُّورَة فَقَط لِأَنَّهُمَا تضمن معنى الناظافة يُقَال غُلَام وضي إِذا كَانَ حسنا نظيفا ومه قيل الْوضُوء لِأَنَّهُ نظافة يُقَال غُلَام وضي إِذا كَانَ حسنا نظيفا وَمِنْه قيل الْوضُوء لِأَنَّهُ نظافة ووضؤ الْإِنْسَان وَهُوَ الشحن أَيْضا يسْتَعْمل فِي الْأَفْعَال واأخلاق وَلَا تسْتَعْمل الْوَضَاءَة إِلَّا فِي الْوضُوء وَالْحسن على وَجْهَيْن حسن فِي التَّدْبِير وَهُوَ من صفة الْأَفْعَال وَحسن المنظر على السماع يُقَال صُورَة حَسَنَة وَصَوت حسن
أَن الْقسَامَة حسن يشْتَمل على تقاسيم الْوَجْه وَالْقسم المستوى أَبْعَاضه فِي الْحسن وَالْحسن يكون فِي الْجُمْلَة وَالتَّفْصِيل وَالْحسن أَيْضا يكون فِي الْأَفْعَال والأخلاق والقسامة لَا تكون إِلَّا فِي الصُّور
أَن الوسامة هِيَ الْحسن الَّذِي يظْهر للنَّاظِر ويتزايد عِنْد التوسم وَهُوَ التَّأَمُّل توسمته إِذا تأملته وَهُوَ على حسب مَا مَا قَالَ الشَّاعِر من مجزوء الوافر
(يزيدك وحها حسنا ... إِذا مَا زِدْته نظرا)
والوسامة أبلغ من الْحسن وَذَلِكَ أَنَّك إِذا كررت النّظر فِي الشَّيْء الْحسن واكثرت التوسم لَهُ نقص حسنه عنْدك والوسيم هُوَ الَّذِي تزايد حَسَنَة على تَكْرِير النّظر
أَن الْبَهْجَة حسن يفرح بِهِ الْقلب وأصل الْبَهْجَة السرُور وَرجل بهج وبهيج مسرور وابتهج إذ سر ثمَّ سمي