على شريطة لَا مَخَافَة وَالشَّاهِد أَن نقيضها الرَّغْبَة وَهِي السَّلامَة من المخاوف مَعَ حُصُول فَائِدَة وَالْخَوْف مَعَ الشَّك بِوُقُوع الشرر والرهبة مَعَ الْعلم بِهِ يَقع على شريطة كَذَا وَإِن لم تكن الشريطة لم تقع
أَن الْإِنْذَار تخويف مَعَ إِعْلَام مَوضِع المخافة من قَوْلك نذرت بالشَّيْء إِذا عَلمته فاستعددت لَهُ فَإِذا خوف الْإِنْسَان غير وأعلمه حَال مَا يخوفه بِهِ فقد أنذره وَإِن لم يُعلمهُ ذَلِك لم يقل
أنذره وَالنّذر مَا يَجعله الانسان على نَفسه إِذا سلم مَا يخافه والانذار إِحْسَان من الْمُنْذر وَكلما كَانَت المخافة أَشد كَانَت النِّعْمَة بالإنذار أعظم وَلِهَذَا كَانَ النَّبِي أعظم النَّاس مِنْهُ بإنذاره لَهُم عِقَاب الله تَعَالَى
أَن الْإِنْذَار لَا يكون إِلَّا مِنْك لغيرك وَتَكون الْوَصِيَّة مِنْك لنَفسك ولغيرك تَقول أوصيت نَفسِي كَمَا توقل أوصيت غَيْرِي وَلَا تَقول أنذرت نفسن والإنذار لَا يكون بالزجر عَن الْقَبِيح وَمَا يعْتَقد الْمُنْذر قبح وَالْوَصِيَّة تكون بالْحسنِ وَلَا يجوز أَن ينذره إِلَّا فِي مَا هُوَ قَبِيح وَقيل النذراة نقيضة الْبشَارَة وَلَيْسَت الْوَصِيَّة نقيضة الْبشَارَة
أَن الْفَزع مفاجاة الْخَوْف عِنْد هجوم غَارة أَو صَوت هدة وَمَا أشبه ذَلِك وَهُوَ انزعاج الْقلب بتوقع مَكْرُوه عَاجل وَتقول فزعت مِنْهُ فتعدية بِمن وَخِفته فتعدية بِنَفسِهِ فَمَعْنَى خفتة أَي هُوَ نَفسه خوفي وَمعنى فزعت مِنْهُ أَي هُوَ ابْتِدَاء فزعي بِنَفسِهِ فَمَعْنَى خفته أَي هُوَ نَفسه خوفي وَمعنى فزعت مِنْهُ أَي هُوَ ابْتِدَاء فزعي لِأَن من لابتداء العاية وَهُوَ يُؤَكد مَا ذَكرْنَاهُ وَأما الْهَلَع فو أَسْوَأ الْجزع وَقيل الهلوع على مَا فسره الله تَعَالَى فِي قَوْله تَعَالَى (إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا إِذا مَسّه الشَّرّ جزوعا وَإِذا مَسّه الْخَيْر منوعا) وَلَا يُسمى هلوعا حَتَّى تجمع فِيهِ هَذِه الْخِصَال