الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وضعت الْبَاء فِي الثّمن لِأَن الدَّرَاهِم أَبَد ثمن
أَن كل شِرَاء استبدال وَلَيْسَ كل استبدال شِرَاء لِأَنَّهُ قد يسْتَبْدل الْإِنْسَان غُلَاما بِغُلَام وأجيرا بأجير وَلم يشتره
أَن الْعَذَاب أخص من الْأَلَم وَذَلِكَ أَن الْعَذَاب هُوَ الْأَلَم المستمر يكون سمتمرا وَغير مُسْتَمر أَلا ترى أَن قرصة البعوض ألم وَلَيْسَ بِعَذَاب فَإِن اسْتمرّ ذَلِك قلت عذبني البعوض اللَّيْلَة فَكل عَذَاب ألم وَلَيْسَ كل ألم عذَابا وأصل الْكَلِمَة الِاسْتِمْرَار وَمِنْه يُقَال مَاء عذب لاستمرائه فِي الْحلق
أَن الوجع أَعم من الْأَلَم تَقول آلمني زيد بضربه إيادي وأوجعني بذلك وَتقول أوجعني ضَرَبَنِي وَلَا تَقول آلمني ضَرَبَنِي وكل ألم هُوَ يلْحقهُ بك غَيْرك والوجع مَا يلحقك من قبل نَفسك وَمن قبل غَيْرك ثمَّ اسْتعْمل أَحدهمَا فِي مَوضِع الآخر
أَن الوصب هُوَ الْأَلَم الَّذِي يلْزم الْبدن لُزُوما دَائِما وَمِنْه يُقَال فلاة واصبه إِذا كَانَت بعيدَة كَأَنَّهَا من شدَّة
بعْدهَا لَا غَايَة لَهَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (وَله الدّين واصبا) وَقَوله تَعَالَى (وَلَهُم عَذَاب واصب)
أَن الْعقَاب ينبىء عَن اسْتِحْقَاق وَسمي بذلك لِأَن الْفَاعِل يسْتَحقّهُ عقيب فعله وَيجوز أَن يكون الْعَذَاب مُسْتَحقّا وَغير متسحق وأصل الْعقَاب التلو وَهُوَ تأدية الأول إِلَى الثَّانِي يُقَال عقب الثَّانِي الأول إِذا تلاه وعقب اللَّيْل نَهَار وَاللَّيْل النَّهَار هما عقيبان وأعقبه بالغبطة حسرة إِذا أبدله بهَا وعقب باعتذار بعد اساءة وَفِي التَّنْزِيل (ولى مدرا وَلم يعقب) اي لم يرجع بعد ذَهَابه تاليا لَهُ مجيئة وَفِيه (لَا معقب لحكمة) وتعقبت فلَانا تتبعت أمره واستعقبت مِنْهُ خيرا وشرا اي استبدلت بِالْأولِ مَا يتلوه من الثَّانِي وتعاقبا