أَن الِاخْتِصَار هُوَ إلقاؤك فضول الْأَلْفَاظ من الْكَلَام الْمُؤلف من غير إخلال بمعانية وَلِهَذَا يَقُولُونَ قد اختصر فلَان كتب الْكُوفِيّين أَو غَيرهَا إِذا ألْقى فضول ألفاظهم وَأدّى معانيهم فِي أقل مِمَّا أدوها فِيهِ من الالفاظ فالاختاصر يكون فِي كَلَام قد سبق حُدُوثه وأليفه والايجاز هُوَ أَن يبْنى الْكَلَام على قلَّة اللَّفْظ وَكَثْرَة الْمعَانِي يُقَال أوجز الرجل فِي كَلَامه إِذا جعله على هَذَا السَّبِيل وَاخْتصرَ كَلَامه أَو كَلَام غَيره إِذا قصره بعد إطالة فَأن اسْتعْمل أَحدهمَا مَوضِع الآخر فلتقارب معنييهما
أَن الحدف لَا بُد فِيهِ من خلف لستغنى بِهِ عَن الْمَحْذُوف والاقتصار تَعْلِيق القَوْل بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْمَعْنى دون غَيره مِمَّا يسْتَغْنى عَنهُ والحذف إِسْقَاط شَيْء من الْكَلَام وَلَيْسَ كَذَلِك الِاقْتِصَار
أَن الإطناب هُوَ بسط الْكَلَام لتكثير الْفَائِدَة والإسهاب بَسطه مَعَ قله مَعَ قلَّة الْفَائِدَة فالاطناب بلاغه والإسهاب عي والإطناب بِمَنْزِلَة سلوك طَرِيق بعيدَة تحتوي على زِيَادَة فَائِدَة والأسهاب بِمَنْزِلَة سلوكت مَا يبعد جهلا بِمَا يقرب وَقَالَ الْخَلِيل يختصر الْكَلَام ليحفظ ويبسط ليفهم وَقَالَ أَله البرغة الإطناب إِذا لم يكن مِنْهُ
بُد فَهُوَ إيجاز وَفِي هَذَا الْبَاب كَلَام كثير استقصيناه فِي كتاب صَنْعَة الْكَلَام
وَمن قبيل القَوْل الْخَبَر
الْفرق بَين الْخَبَر والْحَدِيث
أَن الْخَبَر هُوَ القَوْل الَّذِي يَصح وَصفه بِالصّدقِ وَالْكذب وَيكون الإخبارت بِهِ عَن نَفسك وَعَن غَيْرك وأصلهت أَن يكون الْإِخْبَار بِهِ عَن غَيْرك وَمَا بِهِ صَار الْخَبَر خَبرا هُوَ معنى غير صيغته لِأَنَّهُ يكون على صِيغَة مَا لَيْسَ بِخَير كَقَوْلِك رحم الله زيدا وَالْمعْنَى اللَّهُمَّ