الله تَعَالَى (من بعد أَن أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم) وَقد يسْتَعْمل مَوضِع الْفَوْز يُقَال ظفر ببغيته وَلَا يتسعمل الْفَوْز فِي مضوع الظفر أَلا ترى أَنه لَا يُقَال فَازَ بعدوه كَمَا يُقَال ظفر بعدوه بِعَيْنِه فالظفر مفارق للفوز وَقَالَ عَليّ بن عِيسَى الْفَوْز الظفر بَدَلا من الْوُقُوع فِي الشَّرّ وَأَصله نيل الْحَظ وَفَوْز إِذا ركب الْمَفَازَة وَفَوْز أَيْضا إِذا مَاتَ لِأَنَّهُ قد صَار فِي مثل الْمَفَازَة
أَن التَّخَلُّص يكون من تعقيد وَإِن لم يكن أَذَى والنجاة لَا تكون إِلَّا من أَذَى وَلَا يُقَال لمن لَا خوف عَلَيْهِ نجا لِأَنَّهُ لَا يكون ناجيا إِلَّا مِمَّا يخَاف
أَن الصّلاح مَا يتَمَكَّن بِهِ الْخَيْر اَوْ يتَخَلَّص بِهِ من الشَّرّ والفلاح نيل الْخَيْر والنفع الْبَاقِي أَثَره وَسمي الشَّيْء البتقي الْأَثر فلحا وَيُقَال للأكار فلاح لِأَنَّهُ يشق الأَرْض شقا بَاقِيا فِي الأَرْض والأفلح المشقوق السُّفْلى يُقَال هَذِه عِلّة صلاحة وَلَا يُقَال فلاحه بل يُقَال هِيَ سَبَب فلاحه وَيُقَال مَوته صَلَاحه لِأَنَّهُ
يتَخَلَّص بِهِ من الضَّرَر العاجل وَلَا يُقَال هُوَ فلاحة لِأَنَّهُ لَيْسَ بنفع يَنَالهُ وَيُقَال أَيْضا لَك من عقل وحزم وتكاملت فِيهِ خلال الْخَيْر قد أَفْلح وَلَا يُقَال صلح إِلَّا إِذا تغير إِلَى استقامة الْحَال والفلاح لَا يُفِيد التَّغْيِير وَيجوز أَن يُقَال الصّلاح وضع الشَّيْء على صفة ينْتَفع بهَا سَوَاء انْتفع أَو لَا وَلِهَذَا ياقل أَصْلحنَا أَمر فلَان فَلم ينْتَفع بذلك فَهُوَ كالنفع فِي أَنه يجوز أَلا ينْتَفع بِهِ وَيُقَال فلَان يصلح للْقَضَاء وَيصْلح أمره وَلَا يسْتَعْمل الْفَلاح فِي ذَلِك
وَمِمَّا يجْرِي مَعَ هَذَا
الْفرق بَين التسديد والتقويم
أَن التسديد هُوَ التَّوْجِيه للصَّوَاب فَيُقَال سدد لَهُم إِذا وَجه الصَّوَاب والتقويم إِزَالَة الاعوجاح كتقويم الرمْح والقدح ثمَّ يستعار فَيُقَال قوم الْعَمَل فالمسدد الْمُقَوّم لسَبَب الصّلاح والتسديد يكون فِي السَّبَب المولد كتسديد السهْم للإصابة