أَن الحماية تكون لما لايمكن إحرازه وحصره مثل الأَرْض والبلد تَقول هُوَ يحمي الْبَلَد وَالْأَرْض واليه حماية الْبَلَد وَالْحِفْظ يكون لما يحرز ويحصر وَتقول هُوَ يحفظ دَرَاهِمه ومتاعه وَلَا تَقول يحميت دَرَاهِمه ومتاعه وَلَا يحفظ الأَرْض والبلد إِلَّا أَن يَقُول ذَلِك عَامي لَا يعرف الْكَلَام
ً أَن ضبظ الشَّيْء شدَّة الْحِفْظ لَهُ لِئَلَّا يفلت مِنْهُ وَلِهَذَا لَا يتسعمل فِي الله تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا يُخَالف الإفلات ويستعار فِي الْحساب فَيُقَال فلَان يضْبط الْحساب إِذا يتحتفظ فِيهِ من الْغَلَط
أَن الْكفَالَة تكون بِالنَّفسِ وَالضَّمان يكون بِالْمَالِ أَلا ترى أَنَّك تَقول كفلت زيدا وتريد إِذا التزمت تَسْلِيمه وضمنت الأَرْض إِذا التزمت أَدَاء الْأجر عَنْهَا وَلَا يُقَال كفلت الأَرْض لِأَن عينهَا لَا تغيب فَيحْتَاج إحضارها فَالضَّمَان الْتِزَام شَيْء عَن الْمَضْمُون وَالْكَفَالَة الْتِزَام نفس الْمَكْفُول بِهِ وَمِنْه كفلت الْغُلَام إِذا ضممته اليك لتهوله وَلَا تَقول ضمنته لِأَنَّك إِذا طولبت بِهِ لزمك تَسْلِيمه وَلَا يلزمك تَسْلِيم شَيْء عَنهُ وَفِي الْقُرْآن (وكفلها زكاريا) وَلم يقل ضمنهَا
وَمن الدَّلِيل على أَن الضَّمَان يكون لِلْمَالِ وَالْكَفَالَة للنَّفس أَن ان الْإِنْسَان يجوز أَن يضمن من لَا يعرفهُ وَلَا يجوز أَن يكفل من لَا يعرفهُ لِأَنَّهُ إِذا لم يعرفهُ لم يتَمَكَّن من تَسْلِيمه وَيصِح أَن يُؤَدِّي عَنهُ وَإِن لم يعرفهُ
أَن الْحمالَة ضَمَان الدِّيَة خَاصَّة تَقول حملت حمالَة وَأَنا حميل وَقَالَ بعض الْعَرَب حملت دِمَاء عولت فِيهَا على مَالِي وآمالي فَقدمت مَالِي وَكنت من أكبر آمالي فَإِن حملتها فكم من غم شفيت وهم كفيت وَإِن حَال دون ذَلِك حَائِل لم أَذمّ
يَوْمك وَلم أيأس من غدك وَالضَّمان يكون فِي ذَلِك وَفِي غَيره
أَن الزعامة تفِيد الْقُوَّة على الشَّيْء وَمِنْه