ضرا فَوَقع نفعا وَلَا يُقَال أحسن إِلَى فِي ذَلِك
أَن الْإِجْمَال هُوَ الْإِحْسَان الظَّاهِر من قَوْلك رجل جميل كَأَنَّمَا يجْرِي فِيهِ السّمن وأصل الْجَمِيل الودك واجتمل الرجل إِذا طبخ الْعِظَام ليخرج ودكها وَيُقَال أحسن إِلَيْهِ فيعدى بإلى وأجمل فِي أمره لِأَنَّهُ فعل الْجَمِيل فِي أمره وَيُقَال أنعم عَلَيْهِ لِأَنَّهُ دخله معنى علو نعْمَة عَلَيْهِ فَهِيَ غامرة لَهُ وَلذَلِك يُقَال هُوَ غريق فِي النِّعْمَة وَلَا يُقَال غريق فِي الْإِحْسَان والإجمال وَيُقَال أجمل الْحساب فيعدى ذَلِك بِنَفسِهِ لِأَنَّهُ مضمن بمفعول ينبىء عَنهُ من غير وَسِيلَة وَقد يكون الْإِحْسَان مثل الإحمال فِي اسْتِحْقَاق الْحَمد بِهِ وكما يجوز أَن يحسن الْإِنْسَان إِلَى نَفسه يجوز أَن يجمل فِي فعله لنَفسِهِ
أَن الْإِحْسَان قد يكون وَاجِبا وَغير وَاجِب وَالْفضل لَا يكون وَاجِبا على أحد وَإِنَّمَا هُوَ مَا يتفضل بِهِ من غير سَبَب يُوجِبهُ
أَن الطول هُوَ مَا يستطيل بِهِ الإناسن على من يَقْصِدهُ بِهِ وَلَا يكون إِلَّا من الْمَتْبُوع إِلَى التَّابِع وَلَا يُقَال لفضل التَّابِع على الْمَتْبُوع طول وَيُقَال طَال عَلَيْهِ وتطول وطل عَلَيْهِ إِذا سَأَلَهُ ذَلِك قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل
(أقرّ لكَي يزْدَاد طولك طولا ... )
وَقَالَ الله تَعَالَى (أولو الطول مِنْهُم) أَي من مَعَه فضل يستطيل بِهِ على عشيرته
أَن النعم الألى وَاحِد الآلاء وَهِي النِّعْمَة
الَّتِي تتلوها غَيرهَا من قَوْلك وليه يَلِيهِ إِذا قرب مِنْهُ وَأَصله ولى وَقيل وَاحِد الآلاء أَلِي وَقَالَ بَعضهم الالى مقلوب من أَلِي الشَّيْء إِذا عظم