أَن الْجِنْس على قَول بعض الْمُتَكَلِّمين أَعم من النَّوْع قَالَ لِأَن الْجِنْس هُوَ الْجُمْلَة المتفقة سَوَاء كَانَ مِمَّا يعقل أَو من غير مَا يعقل قَالَ وَالنَّوْع الْجُمْلَة المتفقة من جنس مَا لَا يعقل قَالَ أَلا ترى أَنه يُقَال الْفَاكِهَة نوع كَمَا يُقَال جنس وَلَا يُقَال للْإنْسَان نوع وَقَالَ غَيره النَّوْع مَا يَقع تَحْتَهُ أَجنَاس بِخِلَاف مَا يَقُوله الفلاسفة أَن الْجِنْس أَعم من النَّوْع وَذَلِكَ أَن الْعَرَب لَا تفرق الْأَشْيَاء كلهَا فتسميها بذلك وأصحابنا يَقُولُونَ التَّأْلِيف جنس وَاحِد وَهَذَا الشَّيْء جنس الْفِعْل وَالْحَرَكَة لَيست بِجِنْس الْفِعْل وَاحِد وَهَذَا الشَّيْء جنس الْفِعْل وَالْحَرَكَة لَيست بِجِنْس الْفِعْل يُرِيدُونَ أَنَّهَا كَون على وَجه ويقولن الْكَوْن جنس الْفِعْل وان كَانَ متضادا لما كَانَ لَا يُوجد إِلَّا وَهُوَ كَون وَلَا يَقُولُونَ فِي الْعلم ذَلِك لِأَنَّهُ قد يُوجد وَهُوَ غير علم وَيَقُولُونَ فِي الْأَشْيَاء المتماثلة إِنَّهَا جنس وَاحِد وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح
أَن الصِّنْف مَا يتَمَيَّز من الْأَجْنَاس بِصفة يَقُولَن السوادات الْمَوْجُودَة صنف على حيالها وَذَلِكَ لاشتراكها فِي الْوُجُود كَأَنَّهَا مَا صنف من الْجِنْس فَلَا يُقَال للمعدوم صنف لِأَن التصنيف ضرب من التَّأْلِيف فَلَا يجْرِي التَّأْلِيف على الْمَعْدُوم وَيجْرِي على بعض الموجودات حَقِيقَة وعَلى بَعْضهَا مجَازًا
أَن الضَّرْب اسْم يَقع على الْجِنْس والصنف وَالْجِنْس قَوْلك الْحمر ضرب من الْحَيَوَان والصنف قَوْلك التفاح الحلو صنف والتفاح الحامض صنف ويعق الضَّرْب أَيْضا على الْوَاحِد الَّذِي لَيْسَ بِجِنْس وَلَا سنف كَقَوْلِك الْمَوْجُود على ضَرْبَيْنِ قديم ومحدث فيوصف الْقَدِيم بِأَنَّهُ ضرب وَلَا يُوصف بِأَنَّهُ جنس وَلَا صنف
أَن الْجِنْس يَقع على الذوات وَالْوَجْه