فِي مَا يؤلف على استقامة وَمَعَ ذَلِك فَإِن بَين التَّرْتِيب والتنظيم فرقا وَهُوَ أَن التَّرْتِيب هُوَ وضع الشَّيْء مَعَ شكله والتنظيم هُوَ وَضعه مَعَ مَا يظْهر بِهِ وَلِهَذَا اسْتعْمل النّظم فِي الْعُقُود والقلائد لِأَن خرزها ألوان يوضع كل شَيْء مِنْهَا مَعَ مَا يظْهر بِهِ لَونه
الْفرق بَين قَوْلنَا الْجمع وَقَوْلنَا أجمع
أَن أجمع اسْم معرفَة يُؤَكد بِهِ الِاسْم الْمعرفَة نَحْو قَوْلك المَال لَك أجمع وَهَذَا مَالك اجْمَعْ
وَلَا ينْصَرف لِأَن أفعل معرفَة وَالشَّاهِد على أَنه معرفَة أَنه لَا يتبع نكرَة أبدا وَيجمع فَيُقَال عِنْدِي إخوانك أَجْمَعُونَ ومررت بإخوانك أَجْمَعِينَ وَلَا يكون إِلَّا تَابعا لَا يجوز مَرَرْت بأجميعن وَجَاءَنِي ومؤنثه جَمْعَاء يُقَال طفت بدارك جمعار وَيجمع فَيُقَال مَرَرْت بجواريك جمع وَجَاءَنِي جوارايك جمع وَأجْمع جمع تَقول جَاءَنِي القَوْل بإجمعهم كَمَا تَقول جَاءَنِي القَوْل بإفلسهم وأكلبهم وأعبدهم وَلَيْسَ هَذَا الْحَرْف من حُرُوف التوكيد وَالشَّاهِد دُخُول الْعَامِل عَلَيْهِ وإضافته وَأجْمع الَّذِي هُوَ للتوكيد لَا يُضَاف وَلَا يدْخل عَلَيْهِ علامل وَمن أجَاز فتح الْمِيم فِي قَوْلك جَاءَنِي القَوْل بإجمعهم فقد أَخطَأ
الْفرق بَين مَا يُخَالف الْجمع والتأليف
الْفرق بَين التَّفْرِيق والتفكيك
أَن كل تفكيل تَفْرِيق وَلَيْسَ كل تَفْرِيق تفكيا وَإِنَّمَا التفكيل مَا يصعب من التَّفْرِيق وَهُوَ تَفْرِيق للمتزقات من الؤلفات والتفريق يكون فِيهَا وَفِي غَيرهَا وَلها لَا يُقَال فَككت النخالة بَعْضهَا من بعض كَمَا يُقَال فرقتها وَقيل التَّفْرِيق تفكيك مَا جمع وَألف تَقْرِيبًا وَهَذَا يَقُوله من لَا يثبت للالتزاق معنى غير التَّأْلِيف
ان الْفَصْل يكون فِي جملَة وَاحِدَة وَلِهَذَا يُقَال فصل الثَّوْب وَهَذَا فصل فِي الْكتاب لأَنْت الْكتاب جملَة وَاحِدَة وَلِهَذَا ثمَّ حَتَّى سمي مَا يتَضَمَّن جملَة من الْكَلَام فصلا وَلِهَذَا أَيْضا يُقَال فصل الْأَمر لِأَنَّهُ وَاحِد وَلَا ياقل فرق الْأَمر لِأَن الْفرق خلاف الْجمع فَيُقَال فرق بَين الْأَمريْنِ كَمَا يُقَال جمع بَين الْأَمريْنِ وَقَالَ المتكلمون