الْفرق بَين أَقسَام الْأَفْعَال
الْفرق بَين الْحُدُوث والإحداث
أَن الإحداث والمحدث يقتضان مُحدثا من جِهَة اللَّفْظ وَلَيْسَ كَذَلِك الْحُدُوث والحادث وَلَيْسَ الْحُدُوث والإحداث شَيْئا غير الْمُحدث والْحَارث وَإِنَّمَا يُقَال ذَلِك على التَّقْدِير وَشبه بَعضهم ذَلِك بِالشرابِ وَقَالَ هُوَ اسْم لَا مُسَمّى لَهُ على الْحَقِيقَة وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لِأَن السراب وَقَالَ هُوَ اسْم لَا مُسَمّى لَهُ على الْحَقِيقَة وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لِأَن السراب سبخَة تطلع عَلَيْهَا الشمسم فتبرق فيحسب مَاء فالسراب على الْحَقِيقَة شَيْء إِلَّا أَنه مُتَصَوّر بِصُورَة غَيره وَلَيْسَ الْحُدُوث والإحداث كذكل
أَن أهل اللُّغَة يَقُولُونَ لما قرب حُدُوثه مُحدث وَحَدِيث يُقَال بِنَاء مُحدث وَحَدِيث وثمر حَدِيث وَغُلَام حَدِيث أَي قريب الْوُجُود ويقولن لما قرب وجوده أَو بعد مفعول والمحدث والمعفول فِي اسْتِعْمَال الْمُتَكَلِّمين وَاحِد
حَال كَانَ قبلهَا مَقْدُورًا سَوَاء كَانَ عَن سَبَب أَو لَا والاختراع هُوَ الإيجاد عَن غير سَبَب وَأَصله فِي الْعَرَبيَّة اللين والسهولة فَكَأَن المخترع قد سهل لَهُ الْفِعْل من غير سَبَب يتَوَصَّل بِهِ إِلَيْهِ
أَن الابتداع إِيجَاد مَا لم يسْبق الى مثله يُقَال أبدع فلَان إِذا أَتَى بالشَّيْء الْغَرِيب وأبدعه الله فَهُوَ مبدع وبديع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض) وفعيل من أفعل مَعْرُوف فِي الْعَرَبيَّة يُقَال بَصِير من أبْصر وَحَكِيم من أحكم والبدعة فِي الدّين مَأْخُوذَة من هَذَا وَهُوَ قَول مَا لم يعرف قبله وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (مَا كنت بدعا من الرُّسُل) وَقَالَ رؤبة من مشطور الرجز
(وَلَيْسَ وَجه الْحق أَن تبدعا ... )
أَن الْفطر إِظْهَار الْحَادِث بِإِخْرَاجِهِ من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود كَأَنَّهُ شقّ عَنهُ فَظهر وأصل الْبَاب الشق وَمَعَ الشق الظُّهُور