"وإنَّ حقًّا على اللهِ عزَّ وجلَّ أن لا يرفعَ شيئًا من الدُّنيا إلا وضَعَهُ".
قلتُ: تأمَّل قوله في اللفظ الأول: "أن لا يرفع شيئًا"، وفي اللفظ الثاني: "أن لا يرفع شيئًا [ح 6] من الدُّنيا إلا وضَعَهُ"، فجعل الوضع لما رفع وارتفع (?)، لا لما رَفَعَه سبحانه؛ فإنه سبحانه إذا رفع عبدَه بطاعتِه، وأعزَّه بها، لا يَضعُه أبدًا (?).
فصلٌ
وأما (?) تناضل أصحابه بالرمي بحضرته:
ففي "صحيح البخاري" (?) عن سلمة بن الأكوع قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفرٍ من أصحابه (?) ينتضلونَ بالسُّوقِ، فقال: "ارموا يا بني إسماعيلَ فإنَّ أباكُم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فُلانٍ". قال: فأمسك أحدُ الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكُم لا تَرمونَ؟ "، فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: "ارموا، وأنا معكم كلكم".