وثبات قلبه يوم الخندق، وقد زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر.
وثبات قلبه (?) يوم الحديبية، وقد قلق فارس الإسلام عمر بن الخطاب، حتى إن [ح 203] الصدَّيق ليثبَّتُه ويُسكِّنُه ويُطَمْئنُه.
وثبات قلبه يوم حُنينٍ، حيث (?) فرَّ الناس، وهو لم يفرّ.
وثبات قلبه حين النازلة التي اهتزَّت لها الدنيا أجمع، وكادت تزول (?) لها الجبال، وعُقِرَت لها أقدام الأبطال، وماجتْ لها قلوبُ أهل الإسلام، كموج البحر عند هُبُوْب قواصف (?) الرياح، وصاح لها (?) الشيطان في أقطار الأرض أبلغ الصِّيَاح، وخرج الناس بها من دين الله أفواجًا، وأثار عدو الله تعالى بها أقطار الأرض عجَاجًا، وانقطع لها الوحي من السماء، وكاد لولا دفاع الله تعالى لطمس نجوم الاهتداء، وأنكرت الصحابة بها قلوبهم، كيف لا وقد فقدوا رسولهم من بين أظهُرِهِم وحبيبهم، وطاشت الأحْلام، وغشي الآفاق ما غشيها من الظلام، واشرأبَّ النفاق، ومدَّ أهله الأعناق، ورفع الباطل رأسًا كان تحت قدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - موضوعًا، وسَمِع المسلمون من أعداء الله تعالى ما لم يكن في حياته بينهم مَسْمُوعًا، وطمع عدوُّ الله أن يُعيد