والطعن والتبطيل نَظِير إِقَامَة الْحجَّة وَإِبْطَال حجَّة الْخصم [وَالدُّخُول] الْخُرُوج نَظِير الْإِيرَاد والاحتراز [مِنْهُ] وَجَوَاب [الْخصم] والقرن عِنْد دُخُوله عَلَيْك كجواب الْخصم عَمَّا يُورِدهُ عَلَيْك
فالفروسية فروسيتان فروسية الْعلم وَالْبَيَان وفروسية الرَّمْي والطعان
وَلما كَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكمل الْخلق فِي الفروسيتين فتحُوا الْقُلُوب بِالْحجَّةِ والبرهان والبلاد بِالسَّيْفِ والسنان
وَمَا النَّاس إِلَّا هَؤُلَاءِ الْفَرِيقَانِ وَمن عداهما فَإِن لم يكن ردْءًا وعونا لَهما فَهُوَ كل على نوع الْإِنْسَان
وَقد أَمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رَسُوله بجدال الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وجلاد أعدائه المشاقين والمحاربين فَعلم الْجِدَال والجلاد من أهم الْعُلُوم وأنفعها للعباد فِي المعاش والمعاد وَلَا يعدل مداد الْعلمَاء إِلَّا دم الشُّهَدَاء والرفعة وعلو الْمنزلَة فِي الدَّاريْنِ إِنَّمَا هِيَ لهاتين الطَّائِفَتَيْنِ وَسَائِر النَّاس رعية لَهما منقادون لرؤسائهما
فَإِن قيل فَإِذا كَانَ شَأْن الرمْح مَا ذكرْتُمْ فَهَلا جوزتم الرِّهَان على الْغَلَبَة بِهِ كَمَا جوزتموها فِي النضال وسباق الْخَيل