قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول
ستفتح لكم الأَرْض وتكفون الْمُؤْنَة فَلَا يعجز أحدكُم أَن يلهو بأسهمه
الثَّامِن عشر أَن مَنْفَعَة الرَّمْي ونكايته فِي الْعَدو فَوق مَنْفَعَة سَائِر آلَات الْحَرْب فكمم من سهم وَاحِد هزم جَيْشًا وَإِن الرَّامِي الْوَاحِد ليتحاماه الفرسان وترعد مِنْهُ أبطال الرِّجَال
هَذَا وَإِن السهْم تُرِيدُ ترسله إِلَى عَدوك فيكفيك مُؤْنَته على الْبعد وَقد علم بالتجربة أَن الرَّامِي الْوَاحِد إِذا كَانَ جيد الرَّمْي فَإِنَّهُ يَأْخُذ الفئة من النَّاس الَّذين لَا رامي مَعَهم ويطردهم جَمِيعًا وَلِهَذَا عِنْد أَرْبَاب الحروب إِن كل سهم مقَام رجل فَإِذا كَانَ مَعَ الرجل مئة سهم عد بمئة رجل والخصم يخَاف من النشاب أَضْعَاف خَوفه من السَّيْف وَالرمْح وَإِذا كَانَ راجل وَاحِد رام أمكنه أَن يَأْخُذ مئة فَارس لَا رامي فيهم ويغلبهم ومئة فَارس لَا يغلبُونَ راميا وَاحِدًا وَلِهَذَا ألْقى الله من الرعب لصَاحب الرَّمْي [عِنْد] خشخشة النشاب والجعبة مَا لم يلقه لصَاحب السَّيْف وَالرمْح وَهَذَا