كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا يقدمُونَ الَّذِي بَيَانه أهم لَهُم وهم ببيانه أعنى وَإِن كَانَا جَمِيعًا يهمانهم ويعنيانهم هَذَا لَفظه
الثَّانِي أَنه سمى الرَّمْي قُوَّة وَعدل عَن لَفظه وسمى رِبَاط الْخَيل بِلَفْظِهِ وَلم يعدل إِلَى غَيره إِشَارَة إِلَى مَا فِي الرماية من النكاية وَالْمَنْفَعَة
الثَّالِث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبر أَن الرَّمْي أحب إِلَيْهِ من الرّكُوب فَدلَّ على أَنه أفضل مِنْهُ فَفِي سنَن أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث عقبَة بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
إِن الله ليدْخل بِالسَّهْمِ الْوَاحِد ثَلَاثَة نفر الْجنَّة صانعه الْمُحْتَسب فِي عمله الْخَيْر والرامي بِهِ والممد بِهِ فارموا واركبوا وَأَن ترموا أحب إِلَيّ من أَن تركبوا
الرَّابِع أَن الرَّمْي مِيرَاث من إِسْمَاعِيل الذَّبِيح صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِنَفر ينتضلون فَقَالَ
ارموا بني اسماعيل فَإِن أَبَاكُم كَانَ راميا
الْخَامِس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل مَعَ الْفَرِيقَيْنِ مَعًا فِي النضال وَلم يدْخل مَعَ الْفَرِيقَيْنِ فِي سباق الْخَيل فَدلَّ على فضل الرُّمَاة [والرماية] فَأَرَادَ أَن يحوز فضل الْفَرِيقَيْنِ وَأَن لَا يفوتهُ مِنْهُ شَيْء