(صنديد) بِفَتْحِهَا وَلَيْسَ فِي كَلَامهم فعليل بِفَتْح الْفَاء وَإِنَّمَا هُوَ بِالْكَسْرِ فِي الْأَسْمَاء كقنديل وحلتيت وَفِي الصِّفَات كشمليل والصنديد الَّذِي لَا يقوم لَهُ شَيْء
وَلما كَانَت الشجَاعَة خلقا كَرِيمًا من أَخْلَاق النَّفس ترَتّب عَلَيْهَا أَرْبَعَة أُمُور وَهِي مظهرها وثمرتها الْإِقْدَام فِي مَوضِع الْإِقْدَام والإحجام فِي مَوضِع الإحجام والثبات فِي مَوضِع الثَّبَات والزوال فِي مَوضِع الزَّوَال
وضد ذَلِك مخل بالشجاعة وَهُوَ إِمَّا جبن وَإِمَّا تهور وَإِمَّا خفَّة وطيش
وَإِذا اجْتمع فِي الرجل الرَّأْي والشجاعة فَهُوَ الَّذِي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أَمر الْحَرْب
وَالنَّاس ثَلَاثَة رجل وَنصف رجل وَلَا شَيْء
فالرجل من اجْتمع لَهُ إصالة الرَّأْي والشجاعة فَهَذَا الرجل الْكَامِل كَمَا قَالَ أَحْمد بن الْحُسَيْن [المتنبي]
(الرَّأْي قبل شجاعة الشجعان ... هُوَ أول وَهِي الْمحل الثَّانِي)