وَقَالَ الآخر
(تجود بِالنَّفسِ إِن ضن الْجواد بهَا ... والجود بِالنَّفسِ أقْصَى غَايَة الْجُود) [و] هَذَا غير مطرد فِي بني آدم فَإِنَّهُم على ارْبَعْ طَبَقَات
فَمنهمْ الْجواد الشجاع يجود بِمَالِه وَنَفسه
وَمِنْهُم الْبَخِيل الجبان
وَمِنْهُم الْجواد الجبان يجود بِمَالِه ويضن بِنَفسِهِ
وَمِنْهُم الشجاع الْبَخِيل فَإِنَّهُ منح خلق الشجَاعَة وَحرم خلق الْجُود فَإِن الْأَخْلَاق مواهب يهب الله مِنْهَا مَا يَشَاء لمن يَشَاء ويجبل خلقه على مَا يُرِيد مِنْهَا كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأشجع عبد الْقَيْس
إِن فِيك خلقين يحبهما الله الْحلم والأناة قَالَ خلقين تخلقت بهما أم جبلت عَلَيْهِمَا قَالَ بل جبلت عَلَيْهِمَا فَقَالَ الْحَمد