مَسحه وَتَركه ثمَّ يُوتر قوسه ويتفقد وتره وَينظر فِي سية الْقوس ومغامزها فَإِن كَانَت على الاسْتوَاء رمى عَلَيْهَا وَإِن كَانَت على اخْتِلَاف تجنبها فَإِذا رمى رسيله لم يبكته على خطأ وَلم يضْحك عَلَيْهِ مِنْهُ فَإِن هَذَا من فعل السّفل وَقل أَن أَفْلح من اتّصف بِهِ وَمن بَكت بَكت بِهِ وَمن ضحك من النَّاس ضحك مِنْهُ وَمن عير أَخَاهُ بِعَمَل ابْتُلِيَ بِهِ وَلَا بُد وَلَا يحسده على إِصَابَته وَلَا يصغرها فِي قلبه وَيَقُول رمية من غير رام وَنَحْو هَذَا من الْكَلَام وَلَا يحسن أَن يحد النّظر إِلَى رسيله حَال رميه فَإِن ذَلِك يشْغلهُ ويشوش عَلَيْهِ قلبه وجمعيته وَيَنْبَغِي للرماة أَن يخرجُوا هَذَا من بَينهم فَإِن ضَرَره يعود عَلَيْهِم فَإِذا وصلت النّوبَة إِلَيْهِ قَامَ فشمر كمه وذيله وسمى الله وَأخذ سهامه بِيَمِينِهِ وقوسه بيساره ووقف على موقفه بأدب وسكينة ووقار وإطراق ولباقة وخفة واستمداد مِمَّن الْحول وَالْقُوَّة بِيَدِهِ أَن يمده بِالْقُوَّةِ والإصابة وَيجْعَل سهامه بَين رجلَيْهِ رسية قوسه السُّفْلى على الأَرْض والعليا عِنْد صَدره ثمَّ يَأْخُذ السهْم فيديره على إبهامه ويمسك الْقوس بلباقة ويفوق عَلَيْهِ السهْم كَمَا يَنْبَغِي ويعتمد على وَسطهَا ويمد فَإِذا بلغ نهايته سكن قَلِيلا ثمَّ أطلق فَإِذا خرج السهْم تَأمل مَوضِع وُقُوعه فَإِن مر سَادًّا حفظ ذَلِك الْوَضع والهيئة ورعاهما كلما رمى وَإِن خرج إِلَى يَمِين الْغَرَض أَو يسَاره أَو أَعْلَاهُ أَو أَسْفَله نظر فِي عِلّة ذَلِك وَمن أَي شئ حدث هَل هُوَ من قبل الْقوس أَو الْوتر أَو السهْم أَو الرّيح أَو من قبل الرَّامِي نَفسه إِمَّا من