وَالثَّامِن قصد الْإِصَابَة لَا الْبعد وَالتَّاسِع النكاية أما الخصلتان اللَّتَان بهما تَمَامه وهم ملاك أمره فالصبر والتقى وَهَذَا كَلَام حسن جدا وَقَالَت طَائِفَة أَرْكَان الرَّمْي أَرْبَعَة السرعة وَشدَّة الرَّمْي والإصابة والاحتراز فالرامي على الْحَقِيقَة من كملت فِيهِ هَذِه الْأَرْبَعَة وكل وَاحِدَة مِنْهَا محتاجة إِلَى أخواتها كَمَا يحْتَاج الرَّمْي إِلَى أَرْبَعَة الْقوس وَالْوتر والسهم والرامي فَلَو كَانَ سهم الرجل مصيبا وَلم يكن منكيا لم يُؤثر وَلَو كَانَ سَهْمه منكيا وَلم يكن مصيبا لم ينفع وَلَو كَانَ مصيبا منكيا لم يحسن التَّحَرُّز من عدوه فَإِنَّهُ يُوشك أَن يقْتله عدوه قبل رميه إِيَّاه لعدم مَعْرفَته بالتحرز مِنْهُ وَلَو اجْتمعت فِيهِ الثَّلَاثَة الْإِصَابَة والنكاية والتحرز وَلم يكن سريع الرَّمْي نقص ذَلِك من بسالته وشجاعته وَقل انتفاعه برميه وَرُبمَا فَاتَهُ مطلبه وهرب خَصمه مِنْهُ لبطء رميه لَهُ فَمن لم يستكمل هَذِه الْخِصَال فَلَيْسَ برام عِنْدهم