فصل
فِيمَا يعرف بِهِ السَّبق فِي الْخَيل وَالْإِبِل
الِاعْتِبَار فِي ابْتِدَاء الميدان بالأقدام لَا بِرَأْس وَلَا كتف فَيتَعَيَّن تَسَاوِي أَقْدَام المركوبين
وَأما فِي انتهائه فَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي ذَلِك وَللشَّافِعِيّ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه بالأعناق وَالثَّانِي أَنه بالأقدام الثَّالِث أَنه بالأعناق فِي الْخَيل وبالاخفاف بِالْإِبِلِ هَذِه طَريقَة الخراسانين من أَصْحَابه
وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ إِن تفاوتت الْأَعْنَاق فَلَا عِبْرَة بهَا وَإِن تَسَاوَت فَهِيَ مَحل الْأَقْوَال الثَّلَاثَة
وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي إِن تفاوتت الْخَيل فِي مد أعناقها حَال الجري وَجب النّظر إِلَى الطول وَالْقصر وَإِن كَانَ أحد الفرسين يمد عُنُقه وَالْآخر يرفعهُ فَفِيهِ الْأَقْوَال الثَّلَاثَة وَإِن اسْتَويَا فِي مد الْعُنُق فَإِن اعْتبرنَا الْقدَم لم ينظر إِلَى العناق وَإِن اعْتبرنَا الْعُنُق اتجه اشْتِرَاط تَسَاوِي الْأَعْنَاق
وَلَا يخفى مَا فِي هَذِه الطَّرِيقَة من الضعْف وَعدم شَهَادَة نُصُوص الشَّافِعِي لَهَا بِالِاعْتِبَارِ