هُوَ الْغَالِب وَلَا يخسر مَاله فَهُوَ كَمَا لَو قَالَ: ان كلمتك فَللَّه عَليّ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ يحض نَفسه على ترك كَلَامه لِئَلَّا يخسر مَاله بِكَلَامِهِ فان الْغَرَض منع نَفسه من الْفِعْل الَّذِي الْتزم لاجله اخراج مَا يكره اخراجه قيل هَذَا حسن لَا بَأْس بِهِ لَكِن الْفرق بَينهمَا ان النَّاذِر مُلْتَزم اخراج مَاله عِنْد فعله مَا يكون مُخَالفا لعقد نَذره والمغالب مُلْتَزم لذَلِك عِنْد سبق غَيره لَهُ وعجزه هُوَ عَن مغالبته لَكِن قد يلْزم النَّاذِر اخراج شَيْء من مَاله عِنْد غَلَبَة غَيره لَهُ كَقَوْلِه ان غلبتني فَمَالِي صَدَقَة وعَلى هَذَا فَيكون الْفرق بَينهمَا ان فِي الْمُسَابقَة [يكون] حرصه على الْمغنم تَارَة وعَلى دفع الْغرم أُخْرَى - فِيمَا اذا كَانَ الْبَاذِل غَيرهمَا أَو كِلَاهُمَا والناذر نذر اللجاج حرصه على دفع الْغرم فَقَط فبينهما جَامع وَفَارق.
فصل
[بطلَان كَونه من بَاب العدات والتبرعات] وَالَّذِي يبطل كَونه من بَاب العدات والتبرعات الْقَصْد والحقيقة وَالِاسْم وَالْحكم اما الْقَصْد فَإِن المراهن لَيْسَ غَرَضه التَّبَرُّع وَأَن يكون مَغْلُوبًا بل غَرَضه الْكسْب وان يكون غَالِبا فَهُوَ ضد الْمُتَبَرّع وَأما الْحَقِيقَة فَإِن التَّبَرُّع وَالْهِبَة لَا تكون على عمل وَمَتى كَانَ على عمل خرج عَن أَن يكون هبة وَكَانَ من نوع الْمُعَاوَضَات