أَنما على رَسُولنَا الْبَلَاغ الْمُبين) [الْمَائِدَة: 90 - 91] فقرن الميسر بالأنصاب والأزلام وَالْخمر وَأخْبر أَن الْأَرْبَعَة رِجْس وَأَنَّهَا من عمل الشَّيْطَان ثمَّ أَمر باجتنابها وعلق الْفَلاح باجتنابها ثمَّ نبه على وُجُوه الْمفْسدَة الْمُقْتَضِيَة للتَّحْرِيم فِيهَا وَهِي مَا يقوعه الشَّيْطَان بَين أَهلهَا من الْعَدَاوَة والبغضاء وَمن الصد عَن ذكر الله وَعَن الصَّلَاة وكل أحد يعلم أَن هَذِه الْمَفَاسِد ناشئة من نفس الْعَمَل لَا من مُجَرّد أكل المَال بِهِ فتعليل التَّحْرِيم بِأَنَّهُ مُتَضَمّن لأكل المَال بِالْبَاطِلِ تَعْلِيل بِغَيْر الْوَصْف الْمَذْكُور فِي النَّص وإلغاء للوصف الَّذِي نبه النَّص عَلَيْهِ وأرشد إِلَيْهِ وَهَذَا فَاسد من الْوَجْهَيْنِ يُوضحهُ أَن السّلف الَّذين نزل الْقُرْآن بلغتهم سموا نفس الْفِعْل ميسرًا لَا أكل المَال بِهِ فَقَالَ غير وَاحِد من السّلف الشطرنج ميسر الْعَجم وصنف أَبُو مُحَمَّد بن قُتَيْبَة كتابا فِي الميسر وَذكر فِيهِ أَنْوَاعه