بل جمهور الأمة حتى من طوائف أهل الكلام ينكرون الجوهر الفرد وترَكُّب الأجسام من الجواهر. انتهى (?).
لاحظ أن الذين يتكلم عنهم شيخ الإسلام يُقرون بالخالق ولكنهم على هذا الضلال الذي هو مثل ما يعتقده أهل الذرة.
ولزيادة بيان أن الذرة هي الجوهر الفرد الذي أنكره السلف قال شيخ الإسلام:
وهؤلاء القائلون بأن الأجسام مركبة من الجواهر المفردة المشهور عنهم بأن الجواهر متماثلة بل ويقولون أو أكثرهم: إن الأجسام متماثلة لأنها مركبة من الجواهر المتماثلة وإنما اختلفت باختلاف الأعراض وتلك صفات عارضة لها ليست لازمة. انتهى.
كذلك أهل الذرة اختلاف المواد عندهم باختلاف التركيب الذري كما يزعمون وهو اختلاف الأعراض الذي ذكره الشيخ عن أولئك.
يعني رحمه الله أن جواهر المادة باقية وإنما تغيرت صفاتها بالاجتماع والافتراق والحركة والسكون، وهذا بعينه هو كلام هؤلاء وهو باطل مبني على خيال لا وجود له في الخارج.
وفصل الخطاب في هذه المسألة العظيمة التي ملأت في زماننا الكون لكنه الكون الخيالي فصل الخطاب فيها ومذهب السلف هو ما قاله شيخ