ثم قال شيخ الإسلام: لأن العلم بحلول الشيء في محله فرع تصوّر المحل، فإذا كان المحل لا يُعلم تَوَحّده ولا يتميّز كان الحكم بثبوت الحلول فيه أو عدمه حكماً باطلاً فيكون الدليل باطلاً. انتهى (?).
كذلك الذرة المزعومة كيف يُجعل لها تركيب وهي لا تُعلم ولا تتميّز؟ وإنما يتكلمون عن الآثار فقط.
وقال أيضاً شيخ الإسلام في ردّة ما يسمى (الجوهر الفرد) وإبطاله.
وأما العقل فهذا الواحد الذي وصفوه يقول لهم فيه أكثر العقلاء وأهل الفطر السليمة: إنه أمر لا يُعقل ولا له وجود في الخارج، وإنما هو أمر مقدّر في الذهن، ليس في الخارج شيء موجود لا يكون له صفات ولا قَدّر ولا يتميّز منه شيء عن شيء بحيث يمكن أن لا يُرى ولا يُدْرَك ولا يُحاط به وإن سماه المسمي جسماً. انتهى (?).
تأمله فإنه منطبق على ذرة هؤلاء الخيالية، ولسنا نُنكر الآثار الحاصلة لكنها ليست منها لأنه لا وجود لها إلا في الذهن.
ولذلك فإن الزنداني لما رام إثبات الخالق سبحانه مع الإقرار بالذرة المزعومة التي هي في الأذهان لا في الأعيان لم يأت ببرهان وإنما غايته أن ذكر أن اجتماع المكوِّنات المختلفة في الذرة يدل على وقت التقت فيه