ثم قال شيخ الإسلام: والخلق عندهم الموجود في زماننا وقبل زماننا إنما هو جمع وتفريق لا ابتداع عيْن وجوهر قائم بنفسه، ولا خلْق لشيء قائم بنفسه لا إنسان ولا غيره، وإنما يخلق أعراضاً.
ويقولون: إن كل ما نشاهده من الأعيان فإنها مركبة من جواهر كل جوهر منها لا يتميز يمينه عن شماله، وهذا مخالفة للحس والعقل. انتهى (?).
فأولئك يقولون عن الجوهر الفرد: لا يتميز يمينه عن شماله وهؤلاء يقولون: الذرة لا تُرى ولا بأكبر المجاهر، فالمشكاة واحدة.
وأهل الذرة يرون أنها لا تفنى ولا تعدم وانظر كلام شيخ الإسلام عن أمثالهم من الجهمية وأنها (تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ).
فقد ذكر عنهم أنهم يقولون: إنه لا يفنى ويعدم في زماننا شيء من الأعيان بل كما لا يحدث شيء من الأعيان لا يفنى شيء من الأعيان، فهذا أصل علمهم ودينهم ومعقولهم الذي بنوا عليه حدوث العالم وإثبات الصانع وهو مخالف للحسّ والعقل. انتهى (?).
ومما يبيّن أيضاً مجاراة صاحب كتاب توحيد الخالق لنظريات المعطلة الضالة المضلّة وأنها بزعمه صحيحة وصالحة إذا قارنها الإقرار بأن الله خالقها يقول في (ص326) (توحيد الخالق).