تأمل قوله: وأن كان طريقاً صحيحاً فكيف إذا بطرق هؤلاء الضالة المضلة؟ فالحمد لله الذي بعث فينا رسولاً من أنفسنا يعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا.

قال صاحب كتاب توحيد الخالق:

إن قوة التصور هي مصدر الخيال الواسع في حياة الإنسان، ولا يمكن تصديق ما تأتي به قوة التصور إلا بعد فحصه جيداً أمام العقل، ومعظم الأوهام الباطلة التي تتحكم في حياة الناس تنبع من تصورات خاطئة، أما مجال عمل قوة التصور فهو مجال واسع جداً، يشمل جميع مجالات الحواس الخمس.

مَنِ القاضي الذي يفصل؟.

إذا فكرت في الوسائل السابقة، وجدت أن جميعها عرضة للوقوع في الخطأ، فكيف تميز الحق من الباطل؟ لقد جعل الله لنا عقلاً يميز الحق من الباطل، فهو إذن القاضي الذي تعرض عليه كل المعلومات القادمة من الحواس الخمس ومن قوة التصور، فيفصل في أمرها، وقد يقع العقل في خطأ لا من ذاته ولكن بسبب تغرير به أثناء عرض المعلومات، كأن تقدم له معلومات ناقصة أو مشوهة، فتأتي أحكامه ناقصة مغلوطة، مشوهة، ولكن ذلك لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى مؤثرات خارجية، ولكن العقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015