ثم ذكر الزنداني بعد ذلك (إن معطيات العلوم الحديثة ليست إلا تدعيماً للتوحيد وكشفاً لنوع جديد من الإعجاز القرآني) (?).
ومعلوم أن هذه دعوى زائفة ليست طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا من تبعهم بإحسان وإنما هي تطبيق عملي لحذو القذة بالقذة وشبراً بشبر وذراعاً بذراع، والويل لمن خُدِع.
وإنما حصلت الفتنة واستحكمت من جَعْلِ ما فُتِحَ على أعداء الله في هذا الزمان من الضلال علماً وأنه مرغوب فيه ومطلوب بل وينبغي المنافسة عليه، وعلى هذا المقتضى أُصِّلَتْ أصول وتفرّع لها فروع يطول الكلام في بيان ضلالها وإفسادها للملّة، فمن ذلك اللبس العظيم والضلال المبين الذي حصل للمسلمين من ثُنائيَّة أحدثها من لا يعرف الدين وهي: (الدين والعلم) ثم صار يُفضِّل في ذلك ويتكلم من لا يعرف الدين ولا العلم، لأن هؤلاء لو عرفوا العلم الحقيقي لميّزوه عن غيره وعظّموه أن يُرفع إلى غيره إلى مستواه كيف بما يضاده ولَوَ قّروه أن يُدَنّس بما يفسده من