إنك سترى بعينك بناء السماء فهو الذي ينتهي إليه بصرك وهو سقف الأرض كلها، وهو الذي لا يُنْفَذُ منه إلى أعلى إلا عن طريق الباب أو الأبواب كما تقدم ذكر ذلك في حديث الإسراء، وليس المراد هنا هذا كله، إنما المراد المجرة الواحدة التي بقيت معك بعد طرح الملايين والبلايين في مزابل الملحدين.
إنك سترى ما يشبه الغيْم الأبيض الرقيق ملاصقاً للبناء وليس في موضع السحاب القريب من الأرض فهذا في الفضاء الذي بين السماء المبنية ذات الجرم والسمك والأبواب وبين الأرض أما المشابه للغيم وهو في السماء فهو المجرة، وهي عبارة عن نجوم صغيرة متقاربة تشبه مجرى النهر لامتدادها في السماء، فإن كنت دخلت في علوم القوم ونالك من رشاش زقومها فقد تقول حينئذ: رضيت من الغنيمة بالإيابِ، وتكون إن شاء الله ممن الحكمة ضالّته، إذ الحكمة هي العلم بالحق والعمل به، والحق هو ما أتى به رسول خالق السموات والأرض.