التوراة فسلط الله عليهم من أزال مُلْكهم وشردهم من أوطانهم وسبى ذراريهم كما هي عادته سبحانه وسنته في عباده إذا أعرضوا عن الوحي وتعّوضوا عنه بكلام الملاحدة والمعطلة من الفلاسفة وغيرهم كما سَلّط النصارى على بلاد المغرب لما ظهر فيها الفلسفة والمنطق واشتغلوا بها فاستولت النصارى على أكثر بلادهم وأصاروهم رعية لهم.
وكذلك لما ظهر ذلك ببلاد المشرق سلط الله عليهم عساكر التتار فأبادوا أكثر البلاد الشرقية واستولوا عليها، وكذلك في أواخر المائة الثالثة وأول الرابعة لما اشتغل أهل العراق بالفلسفة وعلوم أهل الإلحاد سلط الله عليهم القرامطة الباطنية فكسروا عسكر الخليفة عدة مرات واستولوا على الحاج واستعرضوهم قتلاً وأسراً واشتدت شوكتهم.
ثم قال رحمه الله: والمقصود أن هذا الداء لما دخل في بني إسرائيل كان سبب دمارهم وزوال ملكهم. انتهى.
هذا الداء الذي سبب دمار بني إسرائيل وزوال مملكتهم أهل زماننا يُسمونه علم وتطور ورقي وحضارة، فتأمل اليوم كيف أقبلت الأمة على علوم المعطلة وفيه مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) (?) الحديث ..