وكذلك وقع من الذين صنفوا في شرح الحديث وتفسيره من المتأخرين من جنس ما وقع فيما صنفوه من شرح القرآن وتفسيره (?).
وعلى مقتضى هذه القاعدة سوف يكون الكلام على بعض النصوص المفسرة في وقتنا بغير معناها مثل قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
(الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) ونحو هذه الآيات يجعلون المراد بذلك إحسان الأعمال الدنيوية وصلاحها بتأديتها بجد واجتهاد مهما كانت هذه الأعمال، وقد انتشر هذا في كتب أهل الأمصار ومناهج الدراسات وغيرها وهو تفسير بمعنى فاسد، إذ المراد بالأعمال الأعمال الدينية يوضح ذلك قول الفضيل رحمه الله لما سئل عن قوله تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) قال: أخلصه وأصْوبه، والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. انتهى.
وقد بيّنت ولله الحمد في هذا الكتاب ما يكفي مريد الحق غير أن هذا والذي بعده زيادة بيان.