بُعداً وسحقاً لمن ظن أنه فهم من القرآن ما لم يكن أحد يصل إليه من القرون المفضلة أو يظن أنه يُساويهم في فهم القرآن وهل يعتقد مسلم أن الله يخاطب جيلاً بما يختلف عن خطابه للجيل السابق وأنه يأمرهم وينهاهم ويقصّ عليهم ما يختلف عن غيرهم كل حسب جيله وزمانه؟ أيّ فهم هذا؟ هذا تغيير للقرآن مع بقاء حروفه.
قال ابن تيمية رحمه الله: لكن المقصود أن يُعرف أن الصحابة خير القرون وأفضل الخلق بعد الأنبياء، فما ظهر فيمن بعدهم مما يُظنُّ أنه فضيلة للمتأخرين ولم تكن فيهم فإنها من الشيطان وهي نقيصة لا فضيلة سواء كانت من جنس العلوم أوْ من جنس العبادات أو من جنس الخوارق والآيات أو من جنس السياسة والملك، بل خير الناس بعدهم أتْبَعهم لهم (?).
مَنْ شك في كلام الشيخ هذا فليراجع تعلم دينه، وإن هذا والله في كل شيء من أمور الدنيا والآخرة ولكن المغرور مغرور لا حيلة فيه، إن خير القرون لا يختار الله لهم إلا خير الأمور في كل شيء.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني) الحديث، وقال: (لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه).