نظر بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أتى به من كلام ربه يورث من الإيمان واليقين مالا يعرفه ولا يدركه من قد يُفنى عمره ويكدّ فكْره وذهنه لكنه يسير على طريق ناكبة عن الصراط الذي أُمر بالسيْر عليه ولزومه وحُذِّر من سلوك غيره.
أما النظر في آيات الكون فمأمور به لكن بالطرق التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأئمة الإسلام من علماء السلف وهو النظر المجرد ففي ذلك من زيادة الإيمان مالا يُقَدَّر.
وهنا ما نلفت له نظر من ظنوا أن العلم فَتَحَ لهم أبوابه وتهيأت لهم أسبابه بما جلبته لهم من علوم الغرب فإن الله تعالى يقول: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) فهي مُدْرَكَة بالنظر المجرد ولله الحمد، وهي ذات اللون الأزرق، وقال تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) وقال تعالى: (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) فالنظر إلى المخلوقات العلوية والسفلية مأمور به مندوب إليه، وهو مدرك على أكمل الوجوه بالكيفية التي كان عليها النبي والصحابة.