الجواب: الذي ينبغي أن يُعلم أن أهل الإعجاز المزعوم فيهم شبه كبير من المتكلمين الذين انتحلوا طريقة لإثبات الخالق وإثبات النبوّة أحدثوها لم يكن عليها السلف وذلك بالنظر في المخلوقات والمعجزات على مقتضى قواعد وأصول محدثة فضلوا بذلك وأضلوا.
وذمّ السلف لهم مشهور وكثير مُدّوَّن في دواوين أهل السنة.
أنظر الآن ما يقوله الزنداني يقول: (ونسْتعرض بينات رسالتهم ونتفحّص معجزاتهم ثم نشهد لهم بعد ذلك بالرسالة ونسْتوثق ثانياً بأن الذي نقرؤه ونتعلمه عنهم حقاً قد قالوه) وانظر إشارته إلى المتخصصين في شتى العلوم والفنون بعد الكلام السابق.
المؤمن ليس بحاجة إلى ما يدعو إليه هؤلاء ولا يتوقف الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته على سلوك هذه الطرق المحدثة ولا العلم بها، وقد آمن الصحابة رضي الله عنهم وأجيال الأمة بعدهم على الطريق التي دَلّهم عليها نبيهم صلى الله عليه وسلم وكان إيمانهم في الذّروة.
فإثبات وجود الخالق سبحانه وطلبه وإرادته بالعبادة فطري ولذلك تقول الرسل لأممهم: (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) أما النظر في الكوْنيات من خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار، وما دعا الله عباده للنظر فيه من ملكوت السموات والأرض فهذا يزيد الإيمان لكنه ليس بمسالك المتكلمين ولا من شابههم من المتأخرين إذْ هذه