ومما يلفت النظر وهو ظاهر بيّن أن الذين يكتبون عن هذا العلم الحديث وكشوفاته ينقلون ما يقوله الكفرة وكأنه قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ويعلم الناظر في عملهم هذا أنهم قد وطَّنوا نفوسهم لقبول هذه المحالات والهذيانات.
وحتى أنه لو تطاول أحد من هؤلاء ليردّ بزعمه على أرباب هذه العلوم فإنه لا يستطيع الرد عليهم إلا بالإقرار بباطلهم ومشاركتهم فيه فيكون كمن يُطِبّ زكاماً فيورث جذاماً، وخذ مثالاً على ذلك صاحب كتاب (الإسلام وارْتياد القمر) أراد بزعمه أن يُهَوّن شان وصول القمر والمريخ بأن الكوْن واسع فدخل في ضلالهم من سعة الفضاء وما تخيّلوه فيه وأتى بالطامات فهو يرد باطلاً بباطل بل وما ردّ الباطل بل أقرّه فتأمل.
* قال تحت عنوان: القمر والمريخ هل هما أقطار السموات والأرض؟
هل القمر والمريخ هما أقطار السموات والأرض؟
ولو سلمنا جدلاً أن المراد من الآية هو النفوذ من أقطار السموات والأرض في الدنيا فهل القمر والمريخ والزهرة بل والمجموعة الشمسية كلها