الأرض، فلا يزيد هذا النَّزْر اليسير على جزء أو اثنين من بليون جزء من إشعاع الشمس كله أي (180) ألف تيراوات، وعلى رغم صغر هذا الجزء فإنه يمثل فيضاً هائلاً إذا نحن قارناه باستغلال البشرية من الطاقة، ذلك أن كمية الطاقة التي يستعملها الإنسان تبلغ (8) بلايين كيلو جول أو (8) بلايين كيلو وات لكل ثانية، أي (8) تيراوات لكل ثانية، فإذا قسمنا هذه الكمية على (4) بلايين آدمي يعيشون فوق هذا الكوكب لتَّضح أن نصيب الفرد في المتوسط هو (2) كيلو وات، بينما يقل في الدول الفقيرة ليصل إلى (0.1) كيلو وات، وإذا كانت الأرض تتلقى كما ذكرنا (180.000) تيراوات، بينما تستهلك البشرية (8) تيراوات فقط فإنه يبدو جلياً أن الشمس تعطينا طاقة تبلغ (22) ألف مرة زيادة عما نحتاجه نحن البشر.
ولهذا فإن الطاقة الشمسية تُعد أكثر من كافية لتغطية حاجات الإنسان على الأرض، وأكثر من هذا فإن الإشعاع الشمسي يُعَدُّ مصدراً لا ينضب للطاقة وقد قدّر الفلكيون أن الشمس فيها من الهيدروجين في جزئها المركزي ما يكفي لإطلاق كمية من الطاقة على المستوى الحالي لأكثر من خمسة بلايين عام أُخر إلى آخره من جنس هذا الكلام الذي يحسن عند قراءته أن يقول الموفق: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً ممن خلق.