بإحسان من علماء الأمة وأئمتها وعامّتها، وقد أخذوا هذا العلم وفهموه من كلام خالق الكون وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الحق الذي لا مرية فيه ونباهل المعاند عليه كذلك الأنبياء جميعهم.
أما أن يُقرِّر علماء الملاحدة أن هذه تصوّرات ساذجة فهذا إنماء يُفْزِع من يُقيم له وزناً، أما أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فما شعروا إن كان يوجد على الأرض شيء اسمه علماء جيولوجيا فضلاً عن أن يُبالوا بهم عارضوا أوْ وافقوا وليسوا يَعْرضون ما جاء به نبيهم على الكفرة ليأخذوا رأيهم فهم أحقر عندهم وأجهل وأذل وأصغر من أن يَزِنُوا شيئاً من دينهم بموازينهم ويقيسوه بمقاييسهم.
قال تعالى: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) ويكفي صاحب كتاب توحيد الخالق أنه جَهّل الأمة وعظّم علوم الكفار وجعل الأمة في هذا الزمان عالَة عليهم، وقد تبين ولله الحمد ما في علومهم من الضلال.
أما ما أتى به الرسول وعَلِمَتْه الأمة فلَوْ أفنى هؤلاء أعمارهم ما بلغوا شيئاً منه بل لازْدادوا ضلالاً إلا إذا سلكوا مسلك أهل الإسلام، إن غاية علمهم في مجال المخلوقات وقد ضلوا بها ضلالاً بعيداً وأضلوا، أما أهل الإسلام فعلمهم أشرف العلوم وأعلاها على الإطلاق وهو العلم بربهم وبدينه، وأي قيمة للإنسان لو أتقن علوم المخلوقات كلها؟ إنه لا يزكو بهذا ولا يفلح كيف إذا خَبَّطَ فيها؟.