الجواب: نحن ولله الحمد بغنية عن أن تُفَسَّر لنا الآيات والأحاديث على مقتضى علوم الملاحدة، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا نؤمن به ونصدّق ولا نتكلّف تكلفاً يلقينا في بحار الخيالات بل والضلالات، وقد قال تعالى عن نبيه: (وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)، وما قامت علوم مقلِّدة الدهرية إلا على ساق التكلف فإن هذا ظاهر لا يخفى.
وقد تكلم على هذا الحديث كثيرون في وقتنا ومَرْجعهم كلهم في شرحه وبيانه إلى علوم المعطلة وكأنها قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
إن من يتابع كلامهم في شأن عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً يرى أنه محال جملة وتفصيلاً على هذيان الغرب الكافرة من نشأة الأرض وكوْنها غازاً فتكثفت وكوْنها تدور، ولذلك شرحوا الحديث على اعتبار العصور الخيالية التي مَرَّت عليها الأرض فذكروا ما سمّوه العصر البليستوسين، والعصر الأوردفيشي، والعصر الكربوني، والعصر البرمي، وهذا العصر الذي سمّوه البرمي يقولون أنه متأخر عن العصور التي قبله، ويحددون عمر هذا العصر البرمي المتأخر بـ (250 إلى 270) مليون سنة تقريباً.
كذلك شرحوا هذا الحديث على مقتضى أن الجزيرة العربية وأفريقيا كانت كتلة واحدة متصلة منذ 40 مليون سنة.