وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) والمراد التزهيد بالدنيا الفانية والترغيب في الدار الآخرة التي نعيمها لا يزول.
أما صاحب كتاب توحيد الخالق فقرأ آية سورة يونس باحثاً عن شيء يوافق ما سماه علماً فضَلّ في فهمه وأضل غيره حيث رأى قوله تعالى: (أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً) فظن أنه وجد ضالته حيث قال: والأمر قدْ وَضَح بعد تقديم العلم وكشف (?) عن السِّر الخفي في هذا التعبير القرآني، فلو قال القرآن: أتاها ليلاً يَصَحّ لأي إنسان أن يقول: إن هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم. وبالمثل لو قال أتاها أمرنا نهاراً، ذلك لأن الساعة التي ستقع كلمح البصر ستقع على الأرض بأكملها، وقد عرفنا أن الليل والنهار على الأرض دائماً، ففي الوقت الذي يكون عندنا ليل يكون عند غيرنا نهار، وهكذا يأتي أمر الله ليلاً أو نهاراً، ليلاً على الذين عندهم ليل ونهاراً على الذين عندهم النهار، وصدق الله العظيم القائل: (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
أقول: ختم الله الآية بقوله: (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) التفكر السليم المستقيم كما كان الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح، أما التفكر على مقتضى علوم الكفار فضلالة اللهم إلا في أشياء نادرة قد سُبقوا إليها بطرق للتفكر سهلة مُيَسّرة بخلاف طرقهم