فيقع عليها الذباب، فيخبر المعبود الحق أن هذه المعبودات الباطلة لا تملك نفعاً ولا دفعاً.
قال ابن كثير في قوله تعالى: (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) أي هم عاجزون عن خلق ذباب واحد بل أبلغ من ذلك عاجزون على مقاومته والانتصار منه لو سلبها شيئاً من الذي عليها من الطيب ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك، هذا والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها، ولهذا قال: (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) قال ابن عباس: الطالب الصنم والمطلوب الذباب. انتهى (?).
أنظر الفرق بين السلف والخلوف وكيف يصرف صاحب كتاب توحيد الخالق معاني كلام الله على هذه المهازل التي لا تدرك، هذا على تقدير صحتها، ويدع المعنى العظيم الجليل الذي أراده الله سبحانه بكلامه إنها تأويلات سوء.
والإنسان يعجب كيف عاد هذا المعنى العظيم الكبير لهذا المثل الذي ضربه الخالق لحسن توحيده وقبح الشرك به وتفاهة المشرك ومعبوده، كيف عاد هذا إلى أن الذباب بمجرد أخذه الشيء يصب عليه من لُعَابه فيحوّله من فوره شيئاً آخر لا يمكن استعادته.