والحديث نفسه يدل على ذلك، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أوّله نزول عيسى عليه السلام ثم أخبر بما يكون في ذلك الزمان من كونه يحكم بالعدل ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ثم قال: (ولتُتْركن القلاص فلا يسعى عليها) يعني ذلك الوقت لأن الناس قد أغناهم الله وكثرت الأموال لديهم لوجود المهدي الذي يحثوا المال حَثْواً فلا يُسْعى على القلاص وهي الإبل الفتيّة يعني لا يخرج ذلك الوقت السعاة لجباية الزكاة.
وأعجب ما وقفت عليه في شأن هذه المراكب المستحدثة ما نُقل في الخبر أنه قال: تهيج المركبات في الأزقّة، تتراكض في الساحات، منظرها كمصابيح، تجري كالبرق، انتهى. قال بعض المتأخرين في تعليقه على هذا الأثر: وهذا إليه المنتهى في وصف هذه السيارات انتهى. وليُعلم أن أشياء كثيرة ذُكر أنها تحدث عند اقتراب الساعة، وقد ذُكرت على سبيل الذم.
وهذا من أتباع سنن أهل الكتاب حذو القذة بالقذة وشبراً بشبر وذراعاً بذراع التي وردت أخباراً مذمومة، مع أنها ستقع.