لزيادة الإيمان فهو مُيَسَّر لهم ولله الحمد، وقد حَصّلوا منه ما لا يحلم به أهل هذه العلوم ولا من قَلّدهم، وحتى في زماننا هذا جهله المسلمين وعوامّهم وعجائزهم وشيوخهم الذين بلغوا أرذل العمر عندهم من العلم بالمخلوقات ما ضَلّ عنه الملاحدة وأتباعهم وأضلوا عنه، فهذه السماء التي فوقنا يعرف مجانيننا أنها بناء وأن فوقها خالقنا، يكفي هذا أن تضمحل وتتلاشى علوم المعطلة وتذهب جُفاء بجانبه، حيث لا يعرفون سموات ولا خالق لعنة الله عليهم والملائكة والناس أجمعين حيث أنهم والله شغلوا العالَم بالضلال.
وعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية أين الله: قالت في السماء قال من أنا قالت رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم أعتقها فإنها مؤمنة (?).
وقد رُوِّجت بضائعهم الخاسرة ونُفِخ في صُوَرِهِمْ وعلومهم وكشوفهم وهم عند المؤمنين لا يَعْدون قَدْرهم وموضعهم الذي وضعهم فيه رب العزة سبحانه: (إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) نعم أضل من الأنعام لكن في هذا العصر صاروا بزعم من أضلّوه هُداة لأهل الإسلام.
والمراد أن أهل الإسلام ليسوا عالة على الكفار في معرفة الكونيات بل هم أعلم بها وأهدى سبيلاً، وأنا لن أُكلِّف نفسي في البحث عما ذكره السلف في شأن الشمس والقمر فأكتفي من طول البحث وإطالة الكلام بنماذج تكفي لبيان زيف الغلو بأهل هذه العلوم وتسمية علومهم المضلّة: (التقدم العلمي) فقد ذكر ابن القيم وهو في القرن السابع والثامن