قلت وحياً من الله إنما هو رأيي البشري، وإذا كنا نرى نقصاً في علم الرسول صلى الله عليه وسلم البشري في إدراك الزوجية في النبات فإن ذلك كان مجهولاً عند البشرية جميعاً حتى تقدمت أجهزة التكبير، وتقدم علم تشريح النبات وذلك نص ما جاء في الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (?).
صاحب كتاب توحيد الخالق يغلو غلواً مُفرطاً بعلوم المعطلة وكشوفاتهم وهذا الخلط والتخبيط له أثر سيء على الشريعة الطاهرة النّقيّة بل هو تحول خطير عن طريق السلف الصالح التي هي إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى طُرق مُحْدَثة تقوده إلى الضلال.
ومن فتنة صاحب كتاب توحيد الخالق وغلوّه بهذه العلوم وأربابها أن جَهّل سلف الأمة بأمور كثيرة وفي مواضع عديدة من كتاباته، والعكس صحيح فقد اسْتأثروا بالعلم النافع وحاز من قَلَّدَ الكفار الجهالة والضلالة.
أنظره هنا جعل الأمة جاهلة بذكورة النبات وأنوثته، وحتى تلقيح النخل وصفهم بأنهم يفعلونه عادة مع أنهم قبل أن يُخْلق صاحب كتاب توحيد الخالق وأرباب علومه يسمون ذكر النخل (الفحل) يعني الذكر.