تواتر ذكر إلقائها إلقاءاً في القرآن بخلاف دعوى الملاحدة أنها برزت من باطن الأرض أثناء الدوران.
كذلك فتثبيتها للأرض ليس كما زعموا أنه لمنعها من الميدان أثناء الدوران وإنما كما قال السلف قال ابن كثير رحمه الله: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً) أي ممهدة للخلائق ذلولاً قارة ساكنة ثابتة. (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) أي جعلها لها أوتاداً أرساها بها وثبتها وقرّرها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها، انتهى من تفسيره.
فإن سألت عن سكونها عن الاضطراب الذي ذكر ابن كثير فلا تظن أنه يوافق هذيان الملاحدة الذين يزعمون أن الجبال تُسَكّن اضطراب الأرض حال الدوران، هذا ظن باطل لأنه كما تبين مبني على أصل باطل.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة بعد أن ذكر أن الأرض خلقها الله واقفة ساكنة ذكر الجبال وقال: ومن منافعها ما ذكره الله تعالى في كتابه أن جعلها للأرض أوتاداً تثبتها ورواسي بمنزلة مراسي السفن وأعْظِمْ بها من منفعة وحكمة (?).
وقال شيخه ابن تيمية: والأرض يحيط الماء بأكثرها، والهواء يحيط بالماء والأرض، والله تعالى بسط الأرض للأنام وأرساها بالجبال لئلا تميد