بربهم وخالقهم وكشفت أيضاً عن معنى من المعاني، فإن القرآن قد تحدث بصراحة أو أشار إليه؛ وبقيت تلك الآية تؤول أو تفسر على غير معناها لعدم معرفة السابقين بحقائق خلق الله، ودقائق ما أشارت إليه الآية، فكان هذا نوعاً من إعجاز القرآن يظهر في عصر العلم الكوني يشهد بأن القرآن: كلام الله بما حوى من حقائق جهلها البشر جميعاً طوال قرون متعددة وأثبتها القرآن في آياته قبل أربعة عشر قرناً من الزمان فكان ذلك شاهداً بأن هذا القرآن ليس من عند رجل أمي أو من عند جيل من الأجيال البشرية لا يزال يعيش في جهل كبير إنما هو من عند الذي خلق الكون وأحاط بكل شيء علماً، وصدق الله القائل لنبيه: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (?).
إن ما يقوله صاحب كتاب توحيد الخالق وأمثاله ممن فُتِنوا بهذه العلوم من كون آيات الخلق ومعانيها تؤول وتفسّر على غير معناها عل عهد الصحابة فمن بعدهم من السلف الصالح، إنه قول عظيم خطير لأنه تجهيلٌ للسلف بعدم معرفة معاني هذه الآيات وتضليلٌ لهم باتّهامهم بتأويلها على غير معانيها والعكس هو الصحيح، وفيما ذكرته وأذكره إن شاء الله كشف لحقيقة الأمر.
أما هنا فذكر قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ) الآية وكثيراً