ولقد ضل عن مكان الله من تابع هذه العلوم حيث لا يعرف سموات ولا علو ثابت ولا سفول ثابت للكون، ولا يعرف العرش.
وقد ذكر المكان ابن تيمية نقلاً عن السلف (?).
إن الضلال عن مكان الله تضمنه هذه العلوم الملحدة لمن تابعها وسار في ركبها حيث يتخيل الكون كله فضاء لا حَدّ له محشو بمجرات لا يحصرها العدد ولا تزال تتوالد، فمن جرته هذه العلوم والكشوف ضل ضلالاً بعيداً ولا يدري أين ربه، وقد يقع في وحدة الوجود.
ولا محذور في ذكر المكان لله عز وجل إذا أثبتنا استوائه على العرش وأن العرش فوق السموات السبع وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما عُرج به كلما ارتفع كلما قرب من ربه، وأنه قرب من ربه لما عُرج به قرباً تأخر عنه جبريل عليه السلام.
وقد ورد ذكر المكان حيث أقسم الله به كما جاء في الحديث أن الشيطان قال مخاطباً الله تعالى: وعزتك لأغوينّ بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسامهم. فقال الله تعالى: (وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأغفرن لهم ما استغفروني) رواه الترمذي.