الجواب عما يحوك في الصدر من أسباب سَبْق كتابة وإرادة شقاء الأشقياء وهي مسألة كبيرة جليلة، من أجل الخوض فيها بلا علم حار من احتار في خَلْق الكفار ومن يخلقه الرب وهو يعلم أنه يصير إلى النار.

وما الحكمة في خلق الشرور المحضة مثل إبليس والشياطين والنار وحدود الشريعة المطهرة ما حكمتها وحكمة وجود ما ينافي الطباع ويُنغّص العيش ويُكَدّر الحياة، كل هذا وغيره مما لا يجد له المتأخرون أجوبة شافية كافية، تجدها في كتاب شفاء العليل وغيره من كتب هذا العالِم الجليل وشيخه -رحمهم الله تعالى-.

والمراد أن الذرة هي عند القوم أصل الكون حيث أن السديم المزعوم يتكون منها ولذلك يقول صاحب كتاب توحيد الخالق: (الذرة لبنة البناء في الكون) ويزعم أن سبب اختلاف العناصر المادية يرجع إلى اختلاف عدد الجسيمات في الذرة وترتيبها، وهذا هو كلام أرباب العلوم الحديثة (?).

وأنا ذكرت ما ذكرت لعلمي أن ضحايا كثيرة لهذا العلم الحديث هلكتْ باختيارها الضلال على الهدى والغيّ على الرشاد.

لقد ضَلّت الخوارج بعقولها وكذلك القدرية والجهمية والمتكلمة والرافضة وغيرهم من طوائف الضلال، وهذا ليس موضوعنا وإنما نأخذ منه القَدْر المشترك بين هذه الطوائف وبين المتأخرين الذي لجّجوا في بحور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015