لعمري لقد طُفت المعاهد كلها ... وسيّرت طرفي بين تلك المعالِمِ
فلم أَرَ إلا واضعاً كفّ حائرٍ ... على ذقنٍ أو قارعاً سِنَّ نادمِ
أما ابن الفارض فلما حضرته الوفاة أنشد:
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
أُمنية ظَفِرتْ نفسي بها زمناً ... واليوم أحسبها أضغاث أحلامِ
ومن خالف طريق الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة لا يفلح.
كذلك فقد حَذّروا من علم المنطق وبينوا ضلاله، وهم بهذا عاملون بوصايا نبيهم صلى الله عليه وسلم حيث أمر أُمته باتباعه واتباع خلفائه الراشدين ونهى أمته عن الإحداث بعده، وهذا سواء في العلم والعمل، وفي كل شيء بل إن أهم ذلك في العلم إذ هو أصل العمل، والعلم عند أهل الإسلام ليس عند الكفرة الملاحدة المعطلة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى فيا الصواعق المرسلة عن الجهمية والمعطلة: (ولهذا كان أكمل الأمم علماً أتْباع الرسول وإن كان غيرهم أحذق منهم في علم النجوم والهندسة وعلم الكم المتصل والمنفصل وعلم النبض والقارورة والأبوال ومعرفة قَوَامها، ونحوها من العلوم التي لما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم بها وآثروها على علوم