الجمع بين الحق والباطل رغم التعارض والتناقض والتنافر، وهذا لبس عظيم حصل بسببه ما لا يحيط بعلمه إلا الله عز وجل.
وبما أن هذه البداية للكون عند الملاحدة وأن السديم هو الأول بلا بداية فتَبَعاً لهذا الضلال البعيد تخيّلوا أنه يتكوّن من ذرات مادية مركبة من عِدَّة جُسَيْمات (الكترونات وبروتونات ونيترونات) نقل هذا عنهم صاحب كتاب توحيد الخالق في ص322 كما يذكر ذلك غيره من إتباعهم، فالكون عندهم كله يتكون من الذرة.
والمراد هنا أن هذه الذرّات المزعومة كالسديم المزعوم كل ذلك مبني على خيال غارق في ظلمات التعطيل يُصَرّفه الشيطان على مراده.
وأعجب من زعمهم عدم الإيمان بغير المحسوس، ومع هذا أثبتوا هذا السديم الذي لا بداية له ولا خالق فهو خالق لنفسه، وأثبتوا أنه يتكون من ذرات والذرات تتكون من الكترونات وبروتونات ونيترونات تدور في داخل الذرة كما تدور كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس.
وإذا كانت الذرة كما يصرّحون هم أنها لا تُرى ولا بأكبر المجاهر فكيف بمكوِّناتها الدائرة حولها؟، وكيف آمنوا بها؟ وهم لا يؤمنون إلا بالمحسوس.
وربهم السديم الأول بلا بداية كيف آمنوا به أيضاً وهم لم يُحِسِّوه ولم يَجسّوه وكيف عرفوا أنه يتكون من ذرات؟.