ذكر سعيد بن سُلَيْمَان الْبَاهِلِيّ، قَالَ: أضقت إضاقة شَدِيدَة، وَكثر عَليّ الْغُرَمَاء، فاستترت مُدَّة، ثمَّ صرت إِلَى عبد الله بن مَالك، فشكوت إِلَيْهِ حَالي، وشاورته فِي أَمْرِي.
فَقَالَ: لست أعرف لَك غير قصد البرامكة، ومسألتهم فِي إصْلَاح مَا اخْتَلَّ من أَمرك.
فَقلت: وَمن يحْتَمل تيههم وصلفهم؟ قَالَ: تحتمله، فِي جنب مَا تقدر من صَلَاح حالك.
قَالَ: فصرت إِلَى جَعْفَر وَالْفضل ابْني يحيى، فشكوت إِلَيْهِمَا أَمْرِي.
فَقَالَا: نكفيك، إِن شَاءَ الله.
فَانْصَرَفت إِلَى عبد الله بن مَالك، فعرفته مَا جرى.
فَقَالَ: أقِم عِنْدِي، وَلَا ترجع إِلَى مَنْزِلك، وتقاسى غرماءك، فأقمت عِنْده.
فَصَارَ إِلَيّ غُلَام لي، فَقَالَ: يَا مولَايَ، رحبتنا مَمْلُوءَة بالجمال عَلَيْهَا المَال، وَرجل مَعَ الْجمال، مَعَه رقْعَة يزْعم أَنَّهَا من الْفضل وجعفر، وَأَنه رسولهما.
فَقَالَ لي عبد الله: أَرْجُو أَن يكون قد فرج الله عَنْك.
فَضرب إِلَيّ مَنْزِلك، وَإِذا رَسُول جَعْفَر وَالْفضل، وَمَعَهُ رقْعَة يذكران فِيهَا: